كلمة الأمين العام للجائزة

منذ تأسيسها، أولت دولة الإمارات العربية المتحدة القطاع الزراعي اهتمامًا استراتيجيًا بالغًا، باعتباره أحد الركائز الأساسية لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة. وقد حظيت شجرة نخيل التمر بمكانة خاصة ضمن هذه الأولويات، لما تمثّله من قيمة اقتصادية واجتماعية وثقافية في حياة سكان المناطق الصحراوية، حيث كانت – ولا تزال – مصدرًا للغذاء والمأوى وأدوات العمل، وجزءًا لا يتجزأ من الهوية البيئية والوطنية لشعوب المنطقة.

وفي هذا الإطار، تبوأت دولة الإمارات مكانة دولية مرموقة في تنمية قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور والابتكار الزراعي، مستلهمة في ذلك رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله"، الذي يولي أهمية استثنائية لتعزيز دور هذا القطاع الحيوي، عبر دعم المبادرات النوعية التي تسهم في صون الموارد الطبيعية، وتحقيق الأمن الغذائي، وتفعيل مسارات التنمية المستدامة، وفقًا لأفضل الممارسات العالمية. ودعم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة.

وانطلاقًا من عمق العلاقات الأخوية التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، وبتوجيهات ودعم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، ومتابعة معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس أمناء الجائزة، تعمل الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، ضمن رؤيتها الاستراتيجية، على دعم وتطوير قطاع نخيل التمر في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، من خلال إطلاق سلسلة من المشاريع التنموية وبرامج بناء القدرات والبنى التحتية، بإشراف سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية أسر الشهداء، رئيس مجلس أمناء مؤسسة إرث زايد الإنساني.

وقد مثّل المهرجان الدولي للتمور الموريتانية محطة مضيئة في مسيرة التعاون بين البلدين، حيث نظّمت الجائزة الدورة الأولى 2022، والثانية 2023، والثالثة 2024، وها هي اليوم تنظم الدورة الرابعة 2025 بالتعاون مع وزارة الزراعة والسيادة الغذائية الموريتانية، وبدعم من المنظمات الإقليمية والدولية المتخصصة، وفي مقدمتها:

منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO)، والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (ICARDA)، والمركز الدولي للزراعة الملحية (ICBA)، والمنظمة العربية للتنمية الزراعية (AOAD)، والمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (ACSAD)، واتحاد مراكز البحوث الزراعية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (AARINENA)، والشبكة الدولية لتطوير زراعة النخيل وإنتاج التمور (IDPGN)، وجمعية أصدقاء النخلة بالإمارات (DPFS).

ويأتي تنظيم الدورة الرابعة للمهرجان خلال الفترة من 25 إلى 27 يوليو 2025، تتويجًا لهذه الشراكة الأخوية، وترسيخًا لدور دولة الإمارات العربية المتحدة الرائد على المستويين العربي والدولي في دعم التنمية الزراعية، وخاصة في قطاع النخيل.

كما تؤكد هذه المبادرة على المكانة المؤسسية التي بلغتها جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، التابعة لمؤسسة إرث زايد الإنساني – ديوان الرئاسة، والثقة الدولية التي تحظى بها، بوصفها منصة فاعلة لتعزيز التعاون وتبادل المعرفة، ودعم جهود التنمية المستدامة، بما يخدم مصالح الشعوب، ويحفظ الموروث، ويطلق طاقات المستقبل.


أ.د. عبد الوهاب البخاري زائد

الأمين العام لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي

مؤسسة إرث زايد الإنساني – ديوان الرئاسة

logo